القناع (جريدة شغف)
" القناع "
عِندما أبكي، وأحزن يَنفرُ الناس مِنِّي، وكأني مصابٌ بوباء؛ فمنهم من ينسحب في هدوء، ومنهم من يقترب ليتأكد أنِّي أتألم بصدق؛ فتيقنتُ أنّ حُزني لا يعني لهم شيئًا، بل سأكون سيء، وأحمق بالنسبةِ لهم؛ فيستهزئون بحزني، ويطلقون عليَّ لقب ضعيف، حتّى سئِمتُ نفسي؛ فأخذتُ أرسم القوّة على ملامحي، وأضحك كثيرًا رغمًا عنّي حتّى تدمع عيناي، فيعتقدون أنّي أصبحتُ بخير كما يبدو لهم، ولكن لا أحد يعلم حقيقتي سِوىٰ وسادتي؛ فهيّ التي تنتظِر كل يوم حتّى يخلُد الجميع لِلنوم، فتبدأ بإستقبال دمعاتي وآهاتي، آلامي التي لا يعلمها سِوىٰ اللّٰه، فبِالرغم من ذلِك القناع الذي أرتديه لِأُظهِر لهُم تِلك القوّة المستعارة، فبِداخلي آلام كثيرة تزداد يومًا بعد يوم، حتّى بدأتُ أشعُر أنّه في يوم من تِلك الأيام ستزداد آلامي أكثر حتّى تقضي عليَّ نِهائيًا من تِلك الحياة.
حينها ستتهافتون بِأنّي كنت بخير فماذا حدث يا تُرى؟!
ولكن الإجابة بِأنّ لا أحد كان يعلم بِأمر هذا القِناع، ولا بِتلك الآلام الخبيثة التي تقضي عليَّ في بُطىءْ شديد دون أن يشعر أحد.
لـِ رحمة بيومي
تعليقات
إرسال تعليق